/ الفَائِدَةُ : (57) /

23/03/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / (ترك الأَوْلَى) على مراتبٍ / إِنَّ معنىٰ: (ترك الأَوْلَىٰ) المُكلَّف به كُمَّل المخلوقات ليس علىٰ مرتبةٍ ودرجةٍ فاردةٍ ونسقٍ واحدٍ ، بل علىٰ مراتبٍ ودرجاتٍ بحسب فضائلهم ومراتبهم ودرجاتهم ، أَعلاها مُطلقاً ما كُلِّفَ به سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، فلو أُعطيت الأَولويَّات الَّتي كُلِّف بها صلى الله عليه واله لسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ لَـمَا أَطاقوها ، ومِنْ بعدها أَولويَّات ما كُلِّف به سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ فإِنَّها لو أُعطيت لسائر أَنبياء أُولي العزم عليهم السلام لَـمَا أَطاقوها أَيضاً (1). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) إِنَّ المخلوق كُلَّما اِزْدَادَ كرامةً من اللّٰـه عَزَّ وَجَلَّ كُلَّمَا اِزْدَادَ فاقةً وفقراً إِليه سبحانه وتعالىٰ ، واِزْدَادَت عبوديَّته وخُضُوعه واِنْقِيَاده له وتقوُّمه به (عزَّ اسمه) أَكثر؛ لأَنَّ كرامته قائمة بالِامْدَاد والمَدَد منه (جَلَّ ثناؤه) ، لا أَنَّها تستلزم اِستقلاليَّته عن الذَّات الإِلٰهيَّة المقدَّسة